الدكتور عزالدين بوالنيت

...يلعب الفرد في الممارسة الفنية التشكيلية في الوقت الحاضر دور العصب المركزي لكل إنتاج فني. ولعل هذا ما يفسر إخفاق العديد من المحاولات التنظيمية التي انخرط فيها العديد من التشكيليين عبر العالم، كما انخرط فيها التشكيليون المغاربة. يتعارض التشكيل كقوة منبثقة من ذات الفنان المبدع مع الصياغة المؤسسية.

لكن تجربة جمعية أكادير للفنون التشكيلية، مثلت الاستثناء في هذا المجال، من حيث قدرتها على الاستمرار منذ أكثر من عقدين ونصف من العمل المتواصل، الذي يجعل من بين أهدافه المثلى: نشر ثقافة تشكيلية متينة بين عموم المواطنين، جعل المهارات التقنية للتشكيليين في متناول الجميع، تعميم الذوق الفني التشكيلي على أوسع نطاق، تقوية روح التضامن بين الفنانين التشكيليين لفائدة المجتمع وضد مختلف مظاهر الخصاص التي يعاني منها.

لأجل هذه الأهداف النبيلة التي تسبح ضد التيار السائد في الوسط التشكيلي، تستحق جمعية أكادير للفنون التشكيلية وأعضاؤها النشطون ومؤسسوها أكبر التنويه وأصدق التحية والتقدير، مع خالص الأماني باستمرار هذه الشعلة متوقدة وفاعلة في الفضاء التشكيلي المغربي، وفي المجتمع على العموم.
                                                                                        الدكتور عز الدين بونيت